أول مرة قرأت فيها هذه القصيدة في كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي منذ سنوات أعجبتني كثيرا وكل مرة أتذكرها أقرأها بتأن و أريد أن أشاركهامعكم
علمتني الحياة
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
علمتنـــي الحيـــاة أن حياتي إنما كانت امتحاناً طويــــــلا
قد أرى بعـــده نعيمــــا مقيما أو أرى بعده عذابا وبيــــــلا
عـل خوفى من العذاب كفيل لي بالصفح يوم ارجو الكفيـلا
عــل خوفـــي يردني عــن أمور خبثت غاية وساءت سبيلا
وعد الله من ينيب ويخشى بأسه رحمه وصفحـــاً جميـــلا
وبحسبي وعد من الله حق انــــــه كان وعـــــده مفعـــولا
*********
علمتنـي الحيـــاة أن أتلقـــى كل الوانها رضـــا وقبـــــولا
ورأيت الرضا يخفف أثقالى ويلقى على المآسى سـدولا
والذي ألهم الرضا لا تراه أبد الدهـــــر حاســـدا أو عـذولا
أنا راض بكل ما كتـــب الله ومـــزج إليـــه حمـــداً جزيـــلا
انا راض بكل صنف من الناس لئيمــــا ألفيتـــه أو نبيــــلا
فسّــح الله فى فؤادي فلا ارضى من الحب والوداد بديلا
فى فؤادى لكل ضيف مكان فكن الضيف مؤنسا أو ثقيــلا
والرضا نعمة من الله لم يسعد بها فى العباد الا القليـــلا
والرضا آيــة البــــراءة والايمــــان بالله ناصــــــرا
ووكيـــلا
كنــت فيمـــا مضى اضج واشكــو وأطيع الغلو والتهويــلا
فتبينت انني كنت فضاحا لسـرى ومـــا كسبـــت فتيـــلا
ورأيت الشكاة تشفـي غليل عدوي وما شفت لي غليلا
قـدر الله لـــم تغيـــره شكواي ولم تستطـــع لـه تحويــلا
**********
ان تنل من محاكم الناس عدلاً فلأنت الذي أتى المستحيلا
رب عذراء حـــرة وصموهــــا وبغــــي قــد صوروهــــا بتـولا
وقطيـــع اليديـن ظلمـــاً, ولصٌ أشبـــع النــــاس كفه تقبيلا
وطليــــق صبّـوا عليـــه نكالاً وسجيـــن مـــــــدلل تدليــــلا
**********
كـــل مــــن قلــــد الفرنجــــة منـا قد أساء التقليد والتمثيلا
فأخذنا الخبيث منهم ولم نقبس من الطيبات حتى القليــــلا
يــوم ســـن الفرنـــج كذبـــة ابريـــل غــــدا كل عمرنا ابريلا
نشـــروا الرجـــس مجمــلاً فنشرنـــاه كتاباً مفصلاً تفصيلا
**********
علمتنى الحياة ان الهوى سيل فمــن ذا الذى يرد السيــــولا
ثم قالت : والخير فى الكون باقٍ بل أرى الخير فيه اصلا اصيلا
ان تـــر الشــر مستفيضـاً فهــون لا يحب الله اليؤوس الملـولا
وتظـل الحيـــاة تعـــرض لونـيهــا علـــى النـــاس بكرة وأصيلا
فذليـلٌ بالأمـــس صـــار عزيــزاً وعزيـــز بالأمــس صـــار ذليلا
ولكَــم ينهـــض العليــل سليمــاً ولكَـم يسقط السليم عليلا
رب جوعــان يشتهي فسحة العمر وشبعان يستحث الرحيـلا
وتظـــل الارحـام تدفــع قابيـــلا ليـــردي ببغيــــه
هابيــــــــلا
ونشيـــد الســـلام يتلـــوه سفاحون سنـوا الخراب والتقتيلا
وحقـــوق الانســان لوحـــة رســـام أجـــاد التزويـر والتضليلا
صـــور مــا سرحــت بالعين فيها وبفكرى الا خشيت الذهولا
**********
قال صحبي:نراك تشكو جروحاً أين لحن الرضا رخيما جميلا
قلت: أمـا جـــروح نفسـي فقد عودتهــا بلسم الرضا لتزولا
غير أن السكوت عن جرح قومــي ليس إلا التعاميَ المرذولا
لست أرضـــى لأمـــة أنبتتنــــي خلقـــا شائهاً وعزماً كليلا
لست أرضى تحاسدا وشقاقا لست أرضى تخاذلا أو خمـولا
أنا مــن خيـــر أمـــة أخرجـــت للنــاس سقياً وأفرعاً وأصولا
أمـة العلــم والنبـــوة و القــــرآن والمجــــد عبقريــــاً
أثيــلا
أنــا أبغــــي لهـا السعادة و العز وسيفاً على العدا مسلولا
وهى ان أخلدت الى خلق القرآن نالت مرادهــــا المأمــــولا
**********
علمتني الحياة أني إن عشــت لنفسى أعش حقيرا هزيلا
علمتني الحيــــاة أنــــيَ مهمـــــا أتعلــــم فــلا أزال جهولا
بقلم محمد مصطفى حمام